Lord-Ahmed
عدد المساهمات : 452 تاريخ التسجيل : 28/05/2013
| موضوع: التقوى ونظام الأمن الأجتماعي الجمعة يونيو 07, 2013 2:42 pm | |
| = 600) this.width = 600; return false;" src="http://www.m5zn.com/uploads/34f82082b0.gif" style="cursor: pointer;" border="0">
للسيّارة وللمكائن والأجهزة ـ بشكل عام ـ نظام حماية وصيانة لئلاّ تعطل أو تصاب بالتلف.. وحتى إذا تعطّلت عاجلنا باصلاحها وإدامتها من جديد.. وكلّما كانت الادامة والصيانة متواصلة.. تقلّصت احتمالات العطل والتلف. للانسان صيانته أيضاً لئلاّ يفسد.. وله حصنه أو سدّه المنيع لئلاّ يُفتَرَس.. (الورع) و(التقوى) هما حصنه وصيانته وسدّه.. التقوى من (الوقاية).. والوقاية ـ كما تعلم ـ خير من العلاج. الانسان الورع أو المتقي يمتلك (رقابة داخلية).. إذا أراد أن يُقدم على عمل شرير.. يشتغل في داخله ضوء أحمر يوقفه.. وإذا أراد أن يقوم بعمل صالح.. ينير في داخله ضوء أخضر يدفعه إلى الإقدام.. تماماً كما هي إشارات المرور. هذه الرقابة الداخلية تسمّى أحياناً بـ(الوجدان) أو (الضمير) أو (السريرة).. وتعمل على المحكمة الذاتية، أو السلطة الفكرية والأخلاقية والسلوكية التي تدعو لاحترام القيم والمُثل والأهداف الشريفة والقوانين الصالحة، والعادات والتقاليد السليمة.. لذلك.. فأوامر الضمير الحيّ قاطعة، لأنّه يتحرّك بدافعين: (دافع الخير) و(دافع الواجب).. ضميرك.. وضميري.. وكلّ ضمير حي يستمدّ غذاءه وطاقته من أكثر من مخزون: من (الدين) ومن (التربية).. كلاهما يشتركان في صياغته وتشكيله. تأنيب الضمير.. وخزاته التي نشعر بها عند ارتكاب الخطأ أو الذنب.. شيء ايجابيّ.. يجعلك تشعر أنّك محاصر.. فإذا اقترفت خطأ أو معصية راحت ذاتك تعذّب ذاتك.. وهذا هو أفضل طرق الاصلاح والصيانة على الاطلاق لأنّه ينطلق من صميم ذاتك ومن أعماق داخلك، وليس مفروضاً بالإكراه عليك من الخارج.. وثبت بالدراسات الميدانية وتجارب الأمم الحيّة ان أقوى القوى هي القوى الداخلية والذاتية والروحية والنفسية. أمّا (الندم) و(التحسّر) (والملامة) و(التوبة) وجلد الذات.. فهي من أبناء وبنات الضمير الحيّ المستيقظ دائماً.. والذي بدوره هو تلميذ بارّ من تلامذة (العقل).. لماذا يوصف بالحيّ؟ لأنّه يحترم العادات الاجتماعية الحسنة، والآداب العامّة، وقواعد النظام والسلوك.. ويستقي من الثقافة الرصينة والتربية العالية حيويته ونشاطه.. ويقتدي بالصالحين.. وينطلق من نيّة صادقة واحساس بالمسؤولية.. هذا هو السبب الذي يجعل القرآن يؤكِّد ويشدِّد على الالتزام بالتقوى: (يا أيُّها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً )(الأنفال/29). أي معياراً تفرّقون به وبوساطته بين الحقّ وبين الباطل، والخير والشرّ، والانحراف والاستقامة.. والصحيح والخطأ.. جاء في بعض الأمثال: «في داخل كلّ منّا محكمة عادلة تبقى أحكامها يقظة في نفوسنا، هي الضمير»! يقول أحد الشعراء: قد أفعلُ الشيء لا أبغي به أملاً***ولا أُبالي الورى(()) ماذا يقولونا همّي ضميري فإن أرضيتُه فعلى***رأي العبادِ سلامُ المستخفّينا الورى والتقوى مسؤولان عن صناعة الانسان الذي يبعث على الاطمئنان: «الخيرُ منه مأمول.. والشرُّ منه مأمون»!! قيمة التقوى الكبرى.. هي في استتباب الأمن الاجتماعيّ. | |
|