بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع بعنوان (قِصْة نُسْخَتُها في قَلْبي) عبارة عن كتابة قصة حقيقية ( لصحابي - تابعي - عالم - قريب - صديق - جار ) أو أي شخص سواء كان رجل أو إمرأة سمعتها أو قرأتها أو حضرتها بنفسك فأثرت عليك وكانت سبب في تغيير مجرى حياتك ومعاملتك وأنا سأبدأ بهذه القصة وسأختار بعدي أي عضو لسرد قصته وبعد إنتهائه يختار من بعده وهكذا :
قصة سعيد بن جبير مع الحجاج
حصلت هذه القصة عندما أمر الحجاج بإحضار سعيد بن جبير فأحضروه ودار بينهم الحوار :
الحجاج : ما اسمك ؟
قال : سعيد بن جبير .
الحجاج : أنت الشقي بن كسير .
سعيد بن جبير : أمي أعلم باسمي منك .
الحجاج : شقيت أنت وشقيت أمك .
سعيد بن جبير: الغيب يعلمه غيرك .
الحجاج : لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى .
سعيد بن جبير : لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها .
الحجاج : فما قولك في محمد ؟
سعيد بن جبير : نبي الرحمة إمام الهدى عليه الصلاة و السلام .
الحجاج : فما قولك في علي في الجنة هو أوفى النار ؟
سعيد بن جبير : لو دخلتها فرأيت أهلها عرفت من فيها .
الحجاج : فما قولك في الخلفاء ؟
سعيد بن جبير : لست عليهم بوكيل .
الحجاج : فأيهم أعجب إليك ؟
سعيد بن جبير: أرضاهم لخالقي .
الحجاج : فأيهم أرضى للخالق ؟
سعيد بن جبير : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم .
الحجاج : أبيت أن تصدقني ؟
سعيد بن جبير: إني لم أحب أن أكذبك .
الحجاج : فما بالك لم تضحك ؟
سعيد بن جبير: وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين والطين تأكله النار .
الحجاج : فما بالنا نضحك ؟
سعيد بن جبير : لم تستو القلوب .
ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت فجمعه بين يدي سعيد بن جبير فقال له سعيد : إن كنت جمعت هذه لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا ثم دعا الحجاج بالعود والناي فلما ضرب بالعود ونفخ في الناي بكى سعيد بن جبير
فقال له الحجاج : ما يبكيك ؟ هو اللهو .
قال سعيد : بل هو الحزن أما النفخ فذكرني يوما عظيما يوم ينفخ في الصور وأما العود فشجرة قطعت في غير حق وأما الأوتار فأنها معاء الشاء يبعث بها معك يوم القيامة .
فقال الحجاج : ويلك يا سعيد .
فقال سعيد : الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار .
فقال الحجاج : اختر يا سعيد أي قتلة تريد أن أقتلك ؟
قال سعيد : اختر لنفسك يا حجاج فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة ؟
الحجاج : أفتريد أن أعفو عنك ؟
سعيد بن جبير : إن كان العفو فمن الله وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر .
الحجاج : اذهبوا به فاقتلوه !
فلما خرج من الباب ضحك سعيد بن جبير فعلم الحجاج بذلك فأمر برده .
الحجاج : ما أضحكك ؟
سعيد بن جبير : عجبت من جراءتك على الله وحلم الله عنك .
فأمر الحجاج بالنطع فبسط فقال : اقتلوه !
فقال سعيد : (وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين)
قال الحجاج : شدوا به لغير القبلة !
قال سعيد : ( فأينما تولوا فثم وجه الله )
قال الحجاج : كبوه لوجهه !
قال سعيد : (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى)
قال الحجاج : اذبحوه !
قال سعيد : أما أني أشهد وأحاج أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة ثم دعا سعيد الله فقال اللهم لا تسلّطه على أحد يقتله بعدي .
فذُبِح سعيد على النطع رحمه الله وقيل أن الحجاج عاش بعده خمسة عشر ليلة ووقع الاكلة في بطنه فدعا بالطبيب لينظر اليه فنظر اليه ثم دعا بلحم منتن فعلقه في خيط ثم أرسله في حلقه فتركها ساعة ثم استخرجها وقد لزق به من الدم فعلم أنه ليس بناجٍ وقيل أنه كان ينادي بقية حياته مالي ولسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي .
أختار بعدي الوالد / عبدالرزاق
فليتفضل مشكورا