اللحظات الأخيرة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
كاتب الموضوع
رسالة
Lord-Ahmed
عدد المساهمات : 452 تاريخ التسجيل : 28/05/2013
موضوع: اللحظات الأخيرة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : الثلاثاء يونيو 04, 2013 3:30 pm
اللحظات الأخيرة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
يقول الشيخ زين الدين عبد الرحيم شقيق شيخ الإسلام : إنّه لمّا بدأ يقرأ القرآن بعدما أكمل ثمانين ختمة ، ووصل إلى قوله تعالى من سورة القمر : { إنّ المتّقين .. تكمّل الآيتان } تركني وأخذ في مدارسة القرآن مع الشيخ عبد الله بن محبّ ، وعبد الله الزرعيّ ، وكانا في غاية من الصلاح والتقى ، وأخوين شقيقين ، وذلك لأنّ الشيخ إنّما كان معجباً بقراءتهما للقرآن ، وما كادت تنتهي هذه المدارسة حتّى انتهت أيّام حياته " (من كتاب : " الحافظ أحمد بن تيمية " للشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي ص/114/ .) . وجاء في سيرة الشاعر محمّد إقْبال أنّه في شهر نيسان من عام /1938/ هـ أحسّ بدنوّ أجله ، ولم يكن هَيّاباً ولا وجلاً ، وكان يقول مردّداً باللغة العربيّة هذا البيت : آية المؤمن أن يلقى الردى.... باسم الثغر سروراً ورضا وقبيل وفاته بعشر دقائق نطق بهذين البيْتين :نغمات مضين لي هل تعود أم....نسيم من الحجاز يعود .؟ آذنت عيشتي بوَشكِ رحيلٍ هل....لعلم الأسرارقلب جديد ؟ (من كتاب : " الدرّ النضيد من أعذب الأناشيد " للأستاذ حيدر مصطفى ص/23/ .) . وبعد ؛ فمتى تصحو أيّها الإنسان .؟! لقد وقفت على الدَّوْرِ كما يقولون منذ دخلت هذه الحياة .. فما لي أراك كلّما امتدّ بك العمر .. وتناهبت عافيتك الأمراض والأسقام ، وضعفت قواك ، ووهنت عزيمتك ، وتناثر الشيب في وجهك ورأسك .. تزداد تعلّقاً بالحياة وآمالاً ، وتتناسى الموت .. ولعمر الحقّ ما كان لك أن تتناساه ، وقد ودّعت والديك وأحبابك ، وكثيراً من أقاربك وأصحابك .! فماذا تنتظر قل لي بربّك .؟! صلّينا في الحرم المكّيّ فجر يوم على عدد من الموتى .. وتبعت جنازة بعض أقاربي ، وعندما وصلنا مقبرة المعلى .. كان مشهداً جليلاً ، لأوّل مرّة أراه في حياتي .. كان عدد الجنائز ستّاً أو سبعاً .. ووقف أصحابنا .. ووضعوا الميّت ، ينتظرون دورهم ليدفن ، وقلت في نفسي : " الأحياء ينتظرون دورهم إلى الموت ، والموتى ينتظرون دورهم إلى القبر .! لقد تقارب الموت ، وتسارعت خطاه .. ولو نظرنا بعين البصيرة لرأينا الموت أسرع خطىً ، وأكثر حصداً للأنفس من هذه الجنائز القليلة ... " أعرني سمعك قليلاً ، قبل ألاّ تنفعك الذكرى .. ألا تعظ نفسك بما كان عمر بن الخطّاب ضى الله عنه يعظ نفسه فيقول : يقولون مات فلان ، ومات فلان .. وغداً يقولون مات عمر ! " . نعم ، لقد مات عمررضى الله عنه ، ومضى على موته ما ينيف على أربعة عشر قرناً .! فماذا ترك عمر بعده .؟ لقد ترك السيرة العطرة والذكر الحسن .. الذي أسعد الأمّة ، وملأ سمع الدنيا ..
اللحظات الأخيرة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :