Lord-Ahmed
عدد المساهمات : 452 تاريخ التسجيل : 28/05/2013
| موضوع: الطفيل بن عمرو الدوسي / اللهم اجعل له آيه تعينه على ما ينوي من الخير الثلاثاء يونيو 04, 2013 2:35 pm | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الطفيل بن عمرو الدوسي ( اللهم اجعل له اية تعينه على ما ينوى من الخير ). من دعاء النبي عليه السلام له .
الطفيل بن عمرو الدوسي سيد قبيلة " دوس " في الجاهلية و شريف من أشراف العرب المرموقين و واحد من أصحاب المروءات المعدودين ....... لا تنزل له قدر عن نار و لا يوصد له باب أمام طارق ..... يطعم الجائع و يؤمن الخائف و يجير المستجير . و هو إلى ذلك أديب أريب لبيب و شاعر مرهف الحس رقيق الشعور بصير بحلو البيان و مره ...... حيث تفعل فيه الكلمة فعل السحر . * * * غادر الطفيل منازل قومه في " تهامة " متوجها إلى مكة و رحي الصراع دائرة بين الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام و كفار قريش كل يريد أن يكسب لنفسه الأنصار .. فالرسول صلى الله عليه و سلم يدعو الله و سلاحه الإيمان و الحق . و كفار قريش يقاومون دعوته بكل سلاح و يصدون الناس عنه بكل السبل و وجد الطفيل نفسه يدخل في تلك المعركة دون أي استعداد منه و يخوض غمارها من غير قصد ........ فهو لم يقدم إلى مكة لهذا الغرض و لا خطر له أمر محمد مع قريش قبل ذلك على بال . و من هنا كانت للطفيل مع هذا الصراع حكاية لا تنسي فلنستمع إليها فإنها من غرائب القصص. * * * حدث الطفيل قال : قدمت مكة فما أن رآني سادة قريش حتي أقبلوا علي فرحبوا بي أكرم ترحيب و أنزلوني فيهم أعز منزل . ثم اجتمع لسادتهم و كبراؤهم و قالوا : يا طفيل إنك قد قدمت بلادنا و هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قد افسد أمرنا و مزق شملنا و شتت جماعتنا و نحن إنما نخشي أن يحل بك و بزعامتك في قومك ما قد أحل بنا فلا تكلم الرجل و لا تسمعن منه شيئا فإن له قولا كالسحر يفرق بين الولد و أبيه و بين الاخ و أخيه و بين الزوجة و زوجها قال الطفيل : فوالله ما زالوا بي يقصون علي من غرائب أخباره و يخوفونني على نفسي و قومي بعجائب أفعاله حتي أجمعت أمري على ألا اقترب منه و ألا اكلمه أو أسمع منه شيئا . و لما غدوت إلى المسجد للطواف بالكعبة و التبرك بأصنامها التي كنا إليها نحج و إياها نعظم حشوت في إذني قطنا خوفا من ان يلامس سمعي شئ من قول محمد . لكني ما ان دخلت المسجد حتى وجدته قائما يصلي عند الكعبة صلاة غير صلاتنا و يتعبد عبادة غير عبادتنا فأسرني منظره و هزتني عبادته و وجدت نفسي أدنو منه شيئا فشيئا على غير قصد مني حتى أصحبت قريبا منه ..........وأبى الله الا أن يصل إلى سمعى بعض مما يقول فسمعت كلاما حسنا وقلت فى نفسى: ثكلتك أمك يا طفيل …….إنك لرجل لبيب شاعر وما يخفى عليك الحسن من القبيح فما يمنعك أن تسمع من الرجل ما يقول….. فإن كان الذى يأتى به حسنا قبلته وان كان قبيحا تركته . * * * قال الطفيل : ثم مكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته فتبعته حتى إذا دخل داره دخلت عليه فقلت : يا محمد إن قومك قد قالوا لي عنك كذا وكذا فوالله ما برحوا يخوفوننى من أمرك حتى سددت أذنى بقطن لئلا أسمع قولك ثم أبى الله إلا أن يسمعنى شيئا منه فوجدته حسنا ....فأعرض علي أمرك.... فعرض علي أمره وقرأ لي سورة الإخلاص والفلق فوالله ما سمعت قولا أحسن من قوله ولا رأيت أمراً اعدل من أمره....عند ذلك بسطت يدي له وشهدت أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ودخلت الإسلام . * * * قال الطفيل : ثم أقمت فى مكة زمنا تعلمت فيه أمور الإسلام وحفظت فيه ما تيسر من القرءان ولما عزمت على العودة إلى قومى قلت: يا رسول الله إنى امرؤ مطاع فى عشيرتى وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يجعل لى أية تكون عونا فيما أدعوهم إليه فقال : (اللهم اجعل له أية ) فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت فى موضع مشرف على منازلهم وقع نور فيما بين عينى مثل المصباح فقلت: اللهم اجعله من غير وجهي فإنى أخشى أن يظنوا أنها عقوبة وقعت فى وجهي لمفارقة دينهم ....فتحول النور فوقع فى رأس سوطى فجعل الناس يتراءون ذلك النور فى سوطي كالقنديل المعلق وأنا أهبط إليهم من الثنية فلما نزلت أتاني أبي وكان شيخا كبيرا فقلت: إليك عني يا أبت فلست منك ولست مني . قال: ولم يا بني ؟!....قلت : لقد أسلمت وتابعت دين محمد صلى الله عليه وسلم قال : أي بني ديني دينك فقلت : اذهب واغتسل وطهر ثيابك ثم تعال حتى أعلمك ما علمت . فذهب فاغتسل وطهر ثيابه ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم . ثم جاءت زوجتي فقلت : إليك عني فلست منك ولست مني . قالت : ولم !! بأبي انت وأمي فقلت : فرق بيني وبينك الإسلام فقد أسلمت وتابعت دين محمد صلى الله عليه وسلم. قالت فديني دينك قلت : فاذهبي فتطهري من ماء (ذي الشرى). فقالت : بأبي أنت وأمي أتخشى علي من الصبية شيئا من (ذي الشرى ) فقلت : تبا لك ولذى الشرى ....قلت لك: اذهبى واغتسلي هناك بعيدا عن الناس وأنا ضامن لك ألا يفعل هذا الحجر الأصم شيئا . فذهبت فاغتسلت ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام فأسلمت . ثم دعوت (دوسا ) فأبطؤوا على إلا أبا هريرة فقد كان أسرع الناس إسلاما. * * * قال الطفيل : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ومعي أبو هريرة... فقال : لي النبى عليه الصلاة والسلام (ما وراءك يا طفيل ) فقلت : قلوب عليها أكنة وكفر شديد.... لقد غلب على (دوس) الفسوق والعصيان.... فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ وصلى ورفع يده الى السماء قال أبو هريرة: فلما رأيته كذلك خفت أن يدعو على قومي فيهلكوا .... فقلت: واقوماه ....لكن الرسول صلوات الله عليه جعل يقول : (اللهم إهد دوسا .... اللهم إهد دوسا ....اللهم إهد دوسا ).
ثم التفت إلى الطفيل وقال : ( إرجع إلى قومك وارفق بهم وادعهم إلى الإسلام). * * * قال الطفيل : فلم أزل بأرض (دوس ) أدعوهم إلى الاسلام حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ومضت بدر وأحد والخندق فقدمت على النبى صلى الله عليه وسلم ومعي ثمانون بيتا من ( دوس) أسلموا وحسن إسلامهم فسّر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسهم لنا مع المسلمين من غنائم (خيبر) فقلنا: يا رسول الله : اجعلنا ميمنتك فى كل غزوة تغزوها واجعل شعارنا: (مبرور). قال الطفيل : ثم لم أزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عليه مكة فقلت: يا رسول الله ابعثنى إلى (ذي الكفين ) صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه ....فأذن له النبى عليه الصلاة والسلام فسار إلى الصنم فى سرية من قومه . فلما بلغه وهم بإحراقه اجتمع حوله النساء والرجال والأطفال يتربصون به الشر وينتظرون أن تصعقه صاعقة إن هو نال ( ذا الكفين ) بضر لكن الطفيل أقبل على الصنم على مشهد من عُباده .... وجعل يضرم النار فى فؤاده .... وهو يرتجز : يا ذا الكفين لست من عبادكا ميلادنا أقدم من ميلادكا اني حشوت النار فى فؤادكا وما ن التهمت النار الصنم حتى التهمت ما تبقى معها من الشرك فى قبيلة (دوس) فأسلم القوم جميعا وحسن إسلامهم . * * * ظل الطفيل بن عمرو الدوسى بعد ذلك ملازما لرسول الله صلوات الله عليه حتى قبض النبى صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه . ولما ألت الخلافة من بعده إلى صاحبه الصديق وضع الطفيل نفسه وسيفه وولده فى طاعة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولما نشبت حروب الردة نفر الطفيل فى طليعة جيش المسلمين لحرب مسيلمة الكذاب ومعه ابنه عمرو....وفيما هو فى طريقه إلى ( اليمامة ) رأى رؤيا فقال لأصحابه : إني رأيت رؤيا فعبروها لي . فقالوا : وما رأيت ؟! قال : رأيت أن رأسي قد حلق وأن طائرا خرج من فمي وأن امرأة أدخلتني في بطنها وأن ابني عمرا جعل يطلبني حثيثا لكنه حيل بيني وبينه . فقالوا : خيرا...... فقال: أما أنا - والله-لقد أولتها : أما حلق رأسي فذلك أنه يقطع.... وأما الطائر الذى خرج من فمي فهو روحى .... وأما المرأة التى أدخلتني فى بطنها فهي الأرض تحفر لي فأدفن فى جوفها....واني لأرجو أن أقتل شهيدا .... وأما طلب ابني لي فهو يعني أنه يطلب الشهادة التي سأحظى بها – إذا أذن الله –لكنه يدركها فيما بعد. * * * وفي معركة (اليمامة) أبلى الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي أعظم البلاء حتى خرّ صريعا شهيدا على أرض المعركة . وأما ابنه عمرو فما زال يقاتل حتى أثخنته الجراح وقطعت كفه اليمنى فعاد إلى المدينة مخلفا عن أرض ( اليمامة ) أباه ويده. * * * وفي خلافة عمر بن الخطاب دخل عمرو بن الطفيل فأتى للفاروق بطعام والناس جلوس عنده فدعا القوم إلى طعامه فتنحى عمرو عنه فقال له الفاروق: ما لك؟! ....لعلك تأخرت عن الطعام خجلا من يدك. قال:أجل يا أمير المؤمنين . قال: والله لا أذوق هذا الطعام حتى تخلطه بيدك المقطوعة .... والله ما في القوم أحد بعضه في الجنة إلا أنت ( يريد بذلك يده) . * * * ظل حلم الشهادة يلوح لعمرو منذ فارق أباه فلما كانت معركة ( اليرموك) بادر إليها عمرو مع المبادرين وما زال يقاتل حتى أدرك الشهادة التى مناه بها أبوه . * * * رحم الله الطفيل بن عمرو الدوسي فهو الشهيد وأبو الشهيد . و جزاه الله عن الاسلام و المسلمين خيرا .
| |
|